وتشاءُ أنت من الأماني قمرًا، ويشاءُ ربُّك أن يُناولك النَّجم
يُفضّل النّجم الاحتراق على الظهور
ما كلُّ ما تهواهُ القلوبُ يُوافقُه القضاء، ولا كلُّ ما يلمعُ للناظرِ يكونُ في جوهره ضياءً. فكم من أمنيةٍ خِلناها خلاصًا، فإذا هي ابتلاء، وكم من رغبةٍ ألحّت بها النفس، فحالَ دونها القدرُ رحمةً لا ندركها. إنّ العينَ تُفتَنُ بالبريق، والعقلَ يخدعُه القرب، غير أنّ الحكمةَ تميلُ إلى ما خفيَ عن الحسّ وظهرَ في البصيرة.
وتشاءُ أنتَ من الأمانيَّ قمرًا، فيشاءُ ربُّك أن يُقرّبَ إليك النّجم، فما كان النجمُ عندي أبعدَ، بل كان أصفى، وما كان القمرُ أقربَ، بل كان أضعفَ. قد يمنعُ الله عنك الساطعَ ليهبك الأصدق، ويصرفُ عنك العاجلَ ليؤتيك الأبقى، ويُريك البعيدَ لتعلمَ أنّ المسافةَ لا تُطفئ النور، بل تُمتحنُ بها البصيرة.
فليس كلُّ ما أضاءَ هُدًى، ولا كلُّ قريبٍ أحقُّ بالنظر من بعيدٍ. فالقمرُ وإن تلألأ وجهُه، فما هو إلا ظلٌّ يعكسُ ما لم يخلق، وضياءٌ مستعارٌ من غيره، يسطع ساعةً ثم يخبو، كأنّما قُدّر له أن يُرى لا ليُهتدى به. تعلّمَ الظهورَ، ولم يتعلّم الاشتعال؛ يملأ العيونَ نورًا ولا يملأ الأرواحَ سكينةً.
وأمّا النجمُ فله في البُعد مقام، وفي الخفاء عِزّ، احترقَ ليُضيءَ، واشتعلَ ليبقى، لا يسأمُ من الصمت، ولا يُباهي بالسطوع، يعلم أنّ النورَ الذي يخرجُ من جوفِ العتمةِ أصدقُ من ضوءٍ ينعكسُ من غيره، وأنّ الجمالَ سرٌّ في الإشعاع لا في البروز.
ويا ضيقَ نظرِ الإنسانِ إذ يقيسُ البصرَ بالمُشاهدة، ويغفلُ عن بصيرةٍ تَنفُذ إلى المعنى. يرى القمرَ قريبًا فيحسبه الغاية، وينسى نجمًا في أقصى السّماء، هو في الخَلق أرفعُ شأنًا، وفي النور أوفى قَدْرًا.
كم من نجمٍ حُجِب عنك ليختبر صبرك، وكم من قمرٍ أراكَه الله لتدركَ أنّ البهاءَ لا يُقيمُ الوزنَ بغير عمقٍ، وأنّ الضياءَ لا يدلّ على الكمال. فما كلُّ ما سطعَ منير، ولا كلُّ ما خفيَ حقير، فالقمرُ عاكِس، والنجمُ مُبدِع، والقريبُ فتنة، والبعيدُ حقيقة.
فلا تَغترّ بما يلوحُ لك في السّماء، فإنّ اللهَ قد يحجُبُ عنك النورَ ليُريكَ الحقيقة، ويمنعُ عنك المطلوبَ ليمنحَك ما هو أصفى وأبقى. وإذا رزقك النجمَ، فاعلم أنّه اختارك لنورٍ لا يَغيب، وأنّه ما حجبَ عنك القمرَ إلا ليقودكَ إلى ضياءٍ أبقى.
فما كان النجمُ عندي أبعدَ، بل كان أصفى، وما كان القمرُ أقربَ، بل كان أضعفَ، وما كان البُعدُ ليطمس الضياءَ، وما كان الانفجارُ ليولّد الكواكبَ، وما كان الاحتراقُ ليصوغ منه نورًا، وما كان السكونُ ليكتم البهاء، وما كان الغسقُ ليخفي الحقيقة.
فامضِ إلى قَدَرٍ كُتِبَ لك قبل أن تُولد، وارضَ بمشيئةٍ سبقتْ أمنيتك، فإنّ الذي خلقَ السّماءَ وسوّى أفلاكها، أعلمُ بما يُضيءُ قلبك ممّا يُضيءُ عينيك. فلا تأسَ على ما فاتَك، ولا تغترّ بما هو قريب، فإنّ الذي قدَّرَ لك النورَ، قد أودعَ في صمتِ الأمور أبلغَ الإشراقات. واستشعرْ أنّ كلُّ ما جاءك، جاءك على مِقدارِ حاجتك، وكلُّ ما أُبعدَ عنك، أُبعدَ ليُؤتيك ما هو أصفى وأوفى وأبقى.




سبايسي هذا ، صار أربع اشهر من خسرت حلمي من اربع أشهر لليوم أبكي وأسأل نفسي شنو قصرت بس ماكو أي تقصير، رغم هاي محاولتي الثانية لأن الاولى كانت نفس النتيجة وما استسلمت بس هم طلعللي نفس القبول ، شكراً على البوست لأن لي أربع أشهر أسأل نفسي هلسؤال دون ما أحصل إجابة.
على الرغم أنّنا ننجذب ونعبُر مسارات نظّن أنها أخيَرُ لنا إلّا انّ هذا لا يعنِي أنّ فَضل هَذهِ المساراتِ في النِهايةِ لا ريب مِنهُ.. وانجِذابُنا لحجرٍ بسببِ لمعَتِه لا يضمنُ لنا ماهيةَ لُبِّهِ ، اعجبنِي سردُك وتقدِيمك للمَوضُوع وفي انتظار مواضيع اكثَر تشويقاً 🤍.